الجمعة، 19 أكتوبر 2012

الاعتقالات بحق الشعب الفلسطيني



 مشهد الاعتقالات يتكرر كل يوم لكن الصمت يخييم على هذا الانتهاك بحق الشعب الفلسطيني
         
18/10/2012
اية منصور

لا يوجد خيارٌ أمامنا , لابد ان نتعرض للكثير من الانتهاكات والممارسات من قِبل الاحتلال بحقنا , لامفر منها حتى وان كانت النصوص والقوانيين الدولية تضمن لنا على الاقل العيش بكرامة في ارضنا , فالاحتلال يستمر ويستمر في سلبنا الكثير من حقوقنا والعمل قدر الامكان على مضايقتنا داخل ارضنا .

من احدى هذه الممارسات والمضايقات التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني من قِبل الاحتلال الاعتقالات السياسية , التي لم تقتصرعلى شريحة معينة او فئة محددة , بل طالت كافة شرائح وفئات مجتمعنا الفلسطيني بما فيهم الشباب والنساء والاطفال , ولا توجد اي منطقة من المناطق الفلسطينية إلا وتعرضت لمثل هذه الممارسات , فلا يتوفر لنا اي نوع من انواع الامن والامان والاستقرار .

ففي الفترة الاخيرة عاشت قرية صفا العديد من الاعتقالات لأبنائها , اعقال وراء اعتقال حتى وصلت الى ثماني اعتقالات في اقل من 3 اشهر فالاعتقال الاول كان لشاب غسان حسام كراجة الذي يبلغ من العمر 22 عاماً حيث قامت قوات الاحتلال في ساعات الليل المتأخرة باقتحام منزله ومحاصرته والقيام بتفتيشه من قِبل عدد كبير من جيش الاحتلال والقيام باعتقاله , وبعد شهر من اعتقاله تكرر المشهد ذاته في القرية باقتحام منزل الشاب خالد اكرم كراجة البالغ من العمر 30عاما  والقيام باعتقاله , وبعد 3 اسابيع قامت قوات الاحتلال  ايضا باقتحام منزل الشاب محمد منير كراجة البالغ من العمر 20 عاما واعتقاله ,وبعد 10 ايام قامت قوات الاحتلال باعتقال الشاب جهاد محمد كراجة البالغ من العمر 26 عاما باقتحام منزله ومحاصرته , وامتدت موجة الاعتقالات في القرية الى اعتقال 4 شباب  في ليلة واحدة , حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام كل من منزل طارق زياد كراجة البالغ من العمر 21 عاما  ,ويوسف طلعت كراجة البالغ من العمر 24 عاما , وعبدو كراجة ومنتصر ياسر كراجة البالغين من العمر 23 عاما , لم يكن امام اهلي القرية سوى الصمت والخضوع لمطلبهم بأخذهم واعتقالهم  , فلم يتحرك احد من اهالي القرية بالاعتراض او بالتنديد في وجه الاحتلال , اعتقال شاب وراء شاب بمجرد انه عبر عن حبه لوطنة ورفضه للاحتلال وعدم الخضوع له , وممارسة حقه الشرعي والطبيعي في مقاومته احتجاجا على سياسته التعسفية وغطرسته التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني  , فكان مصيرهم الاعتقال من قبل جيش الاحتلال بحجة انهم يشكلون خطر عليهم , ولم تقتصر الاعتقالات على قرية صفا , فقد شهدت المناطق الفلسطينة حملة اعتقالات واسعة  باتت ايضا بالصمت وعدم الحراك, فمشهد الاعتقالات يتكرر يوميا , فلا يمر يوم الا ويعتقل ابن من ابناء الشعب الفلسطيني , لكن الصمت والخوف  والتعويد والاستسلام يخييم دائما على هذه المشاهد , فلا يتحرك احد بفعل شيء لوقف هذا الانتهاك الذي يحدث كل يوم ويطال الشباب والنساء والاطفال .

الى متى هذه اللامبالاة في الشعب وفي الحكومة  وفي المنظمات الدولية التي اصيبت بالعمى عن انتهاكات وممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ,والتي  باتت تعتبر افعال الاحتلال الاسرائيلي افعالا عادية لا تكترث لها , هذا الصمت الذي اوصل شعبنا الى هذه الحالة  واوصل الاحتلال الى التمرد والاستمرار بفعل ما يرغب لانه يعلم تماما انه لايوجد احد يقوم بمنعه او ردعه  .

لقد حان الوقت من اجل اهتمام الشعب الفلسطيني بهذه القضية والتمسك بها ولفت الانتباه  اليها , وعدم الاستمرار بالصمت والخوف والسماح للاحتلال بفعل ما يريد دون الوقوف بوجهه ومحاولة منعه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق