الخميس، 11 أكتوبر 2012

مقال (المرأة والمجتمع الذكوري).



المرأة والمجتمع الذكوري

11/10/2012

اية منصور

المجتمع الذكوري هو المجتمع الذي تكون فيه الاولوية لرجل دون الاخذ بعين الاعتبار حقوق المرأة واحتياجاتها , ويضع المرأة في المرتبة الثانية من بعد الرجل , لتكون بذلك كل الحقوق له, والعمل على اخفاء حقوق المرأة مقابل حقوقه , والذي ينظر للمرأة النظرة التقليدية , ويحصر دورها في المجتمع على انها الزوجة والام فقط , دون النظر اليها كأنسانة مثله , ولها دورها الفعال في المجتمع , وعلى الرغم من وصول المرأة الى مراكز عليا وحصولها على بعض من حقوقها ,ما زال الطابع الذكوري هو السائد في مجتمعنا ,لان ثقافة المجتمع تفرض ذلك .

وعدم حصول المرأة على حقوقها واحتياجاتها من المجتمع وتمتعها بها بمساواة مع الرجل , يرجع الى الموروث الثقافي والتقاليد السائدة بالمجتمع التي امتدت عبر التاريخ الى وقتنا هذا , وعدم الفهم الصحيح لدين والشريعة , وتفسيرها فقط من وجهة نظر ذكورية لتصب في مصلحته ,والعمل على ترسيخ هذه التفسيرات في عقول الكثير من الرجال لتصبح اساس حياتهم وتعاملهم مع المرأة في الحياة , وقلة الثقافة والعلم والوعي بمدى اهمية حصول المرأة على حقوقها من قِبل المجتمعات ودورها الفعال لتنمية المجتمع ,كل هذه الاسباب مجتمعة تؤدي الى عدم حصول المرأة على حقوقها وممارسة الاضطهاد والعنف ضدها.

 فعندما شرع الاسلام لرجل الزواج من اربعة نساء , شرعها لاسباب كثيرة ووضع شروط لتشريعها بقوله تعالى (إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ), فالمجتمع الاسلامي القائم على المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة يأخذ بهذه الاسباب والشروط ,اما المجتمع الذكوري القائم على هيمنة الرجل لا يأخذ بهذه الاسباب والشروط , لانه فسرها من وجهة نظر ذكورية دون الاخد بحقوق المرأة بالمساواة والعدالة ومراعاة احتياجاتها  ,هذا واقع المجتع الذي نعيش فيه لايمكن انكار ذلك الوضع , فقد سمعنا الكثيرعن جرائم ترتكب بحق المرأة , قام بها الرجل من اجل تحقيق مطالبه واشباع رغباته , مثل حرمانها من الميراث ...

وقوانين الاحوال الشخصية في مجتمعنا التي تصب في مصلحة الرجل وتعطي الافضلية له مهمشة حقوق المرأة , فتعطي هذه القوانين الضوء الاخضرلرجل لكي يفعل ما يشاء ضد المرأة , فيسمح له بان يمنعها عن تعليمها والذهاب الى عملها, بمجرد انه الرجل, ويحق له السلطة على المرأة سواء كان أباً او زوجاً , والقتل على خلفية الشرف الذي شاع كثيراً وازداد اتنشاره , لان القانون في المجتمع  يعتبره قتلا غير مقصود بسبب العصبية وعدم ادراكه لما يفعل ,فتكون العقوبة مخففة بحق من يرتكبها , فكم من ضحية قتلت على خلفية الشرف , دون مراعاة شرع الله وسنة النبي , هذا المجتمع الذكوري الذي سمح لرجل بفعل ما يشاء , لانه يرى نفسه انه هو الامر الناهي  ذو السلطة وصاحب القرار يحق له فعل ما يشاء.

فالمرأة تتعرض , الى الاهانة والعنف والاضطهاد في الاسرة والعمل والشارع في حياتها , لذلك يجب ان تنهض للمطالبة بحقوقها وعدم السكوت والبقاء في صمت يحرمها من العيش بكرامه في مجتمعها , لتتمكن من تمثيل دورها في المجتمع بفعالية ومساواة مع الرجل بكونها نصف المجتمع, لان هناك الكثير من النساء ما زلن يعانين من هيمنة الرجل وسلطته عليها في المجتمع  .

في النهاية نأمل ان تستوعب المجتمعات حقوق المرأة جميعها دون نقصان , فالمرأة في النهاية انسان لها حق العيش بكرامة , وتقديم ما لديها للمساهمة في تنمية المجتمع تنمية صحيحة قائمة على المساواة والعدالة . 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق